Sunday, October 13, 2013

المعارضة السورية لن تذهب الى جنيف 2

A GOOD EDITORIAL

رأي القدس

بعد المذابح والقصف بالطائرات والصواريخ والمدفعية وقذف البراميل المشتعلة (وحتى الخرسانات المسلحة التي تزن 500 كغ حين تقلّ امدادات الذخيرة) والابادة بالسلاح الكيميائي وتهجير الملايين جاء دور تجويع المناطق الثائرة على النظام السوري تحت شعار ‘الركوع او الجوع′.
… لكن هذا آخر ما يهمّ
روسيا او امريكا بالطبع فكل ما هو مطلوب الآن، بعد أن وافق النظام السوري على تسليم ترسانته الكيميائية، هو العمل على اعادة تأهيله سياسيا، من خلال اعتباره شريكاً في مفاوضات تخفي تحتها مسؤوليته عن جبل جثث السوريين المتعاظم يوما بعد يوم.
تصريح رئيس المجلس الوطني السوري، جورج صبرا، أمس ان المجلس لن يذهب الى جنيف 2 يعيد تذكير روسيا وامريكا بوجود معارضة
سورية لا يمكن تجاهلها في سياق ترتيبات الأمم العظمى لشؤون الشعوب المنكوبة.
بعد اتفاق الكيماوي يمكن القول انه صارت هناك خطوط عامة امريكية – روسية متقاربة فيما يخص الشأن السوري.
تقوم اوركسترا واسعة متلائمة مع طروحات هذا التقارب باشاعة ‘وقائع′ ومعلومات تصب كلّها في ضرورة الحل على الطريقة الروسية الامريكية.
من هذه المعلومات هي ان المعارضة السورية متشرذمة وضعيفة، وان تشكيلاتها العسكرية صارت أقرب لتنظيم
القاعدة والجهادية الاسلامية، وان المعارضة بصيغها كافة فشلت في تقديم بديل مقبول لنظام الأسد الخ…
يشتغل هذا التقارب أيضاً على التعامل مع تلفيق واختراع سريعين لاحزاب جديدة داخل سورية (وقد قام الأخضر الابراهيمي بزيارة بعض منها لإعطائها شرعية دولية)، وتلميع ما يسمى ‘معارضة الداخل’ التي هي من صلب النظام (امثال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل و’وزير المصالحة الوطنية’ علي حيدر).
بعد اعدام واعتقال المعارضين وتحويل أغلب معارضة الداخل الى معارضة عسكرية، حافظ كل من النظام وحشده السابق على احتكار لقب ‘معارضة الداخل’، منافسين في ذلك حتى ‘هيئة التنسيق’، التي قام النظام بارهاب المعارضين الحقيقيين داخلها من خلال اعتقال بعض قياداتها مثل عبد العزيز الخير، او اعادة تدجين المدجن بينهم أكثر، وأخيرا لا آخراً، تفعيل المتحالفين العضويين معه ضمن ‘هيئة التنسيق’ (مثل صالح مسلّم، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي)، والذين يشاركون عملياً بالقتال ضد المعارضة السورية وحتى اتهامها باستخدام الكيماوي.
يحظى كل هذا الحشد، بمباركات متفاوتة من ما يسمى ‘المجتمع الدولي’ لدعم مشاركته المفترضة في المفاوضات بين النظام و’معارضته’ الديكورية، وذلك لتجويف هذه المفاوضات من أية معنى حقيقي لها.
ساهم القمع المنهجي للناشطين السلميين والتنسيقيات والحراك السياسي عموماً داخل سورية في انهاك المعارضة السورية وحرمانها من قيادات كبيرة على الأرض، كما وسّع ذلك من العسكرة والاتجاه الجهادي داخل صفوف المعارضة، وارتكبت المعارضة السورية الكثير من الأخطاء أثناء تشكيلها وما بعده، كما عجزت أكثر من مرة عن ابتكار مبادرات سياسية فاعلة.
لكن كل هذا لا يعني ان المعارضة السورية الحقيقية لنظام الأسد، الممثلة بالائتلاف الوطني (وهو أوسع تمثيل للحراك السياسي والعسكري في سورية) ضعيفة كما يقول النظام ويشيع الراغبون في إتمام الصفقة الدولية.
يتجاهل الراعيان الروسي والامريكي لـ’جنيف 2′ قضايا جوهرية لا يمكن لأية معارضة سورية حقيقية ان تتجاوزها، وأولها تنحي رئيس النظام لإفساح المجال لعملية سياسية حقيقية تقود البلاد الى مصالحة وطنية، وتقديم ضمانات دولية بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات على الجيش والأمن والاقتصاد، وخروج القوات الايرانية وعناصر حزب الله من سورية، وتحديد مدة محددة للتفاوض بحيث لا يستمر سنوات فيما الشعب السوري يعاني من القمع والتهجير والتجويع.
وإلا فليعقد ‘المجتمع الدولي’ مؤتمره في دمشق حيث يمكن للنظام ان يتحاور مع نفسه!

No comments: