Tuesday, June 4, 2013

طبول الحرب الطائفية تدعونا للانتحار

A VERY GOOD PIECE!

"أسوأ ما يمكن أن يحدث في العالم العربي أن يتحول صراعه من أجل التقدم إلى صراع مذهبي يكرس التشرذم والتخلف.

                                             (1)

أتحدث عن طبول الحرب المذهبية التي تدوي أصداؤها في فضاء المشرق طوال الأسابيع الأخيرة، خصوصا حين أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابه في 25 مايو/أيار الماضي أن عناصر الحزب تقاتل إلى جانب النظام السوري في بلدة "القصير" التي كانت قوات الجيش الحر قد سيطرت عليها خلال العام الماضي.
وجاءت تصريحاته تلك محملة بثلاث رسائل هي: أن شباب حزب الله المشارك في الحكومة اللبنانية أصبحوا يقاتلون بأعداد كبيرة في الصراع الدائر على الأرض السورية، وأن تلك المشاركة لا تستهدف الدفاع عن قرى حدودية لبنانية ولا عن مقدسات دينية لدى الشيعة وإنما هي بمثابة دفاع عن النظام وإسهام في قتل السوريين المتمردين الذين ثاروا على مظالمه، كذلك دخول عناصر حزب الله إلى سوريا بمثابة اصطفاف من جانب الشيعة، أو القطاع الأكبر منهم، إلى جانب النظام وشبيحته الذين ينتمي أغلبهم إلى الطائفة العلوية.
.....
لماذا لا نقول صراحة إن معركتنا ضد سياسات نرفضها سواء من جانب إيران أو حزب الله أو حكومة المالكي في العراق، كما أننا ضد استبداد نظام الأسد وجرائمه، لكننا لسنا ضد الشيعة أو العلويين. وحتى إذا حاولت بعض الأنظمة استخدام المذهب أو الطائفة في تحقيق أهدافها، فإن الوعي بتلك التفرقة ينبغي أن يظل حاضرا في الأذهان طول الوقت. فنحن نظلم الشيعة العرب مثلا إذا حاسبناهم على حسابات السياسة الإيرانية في العراق أو أوزار حزب الله التي يرتكبها في سوريا. حتى إذا أيد البعض منهم تلك السياسات أو انخرط في الأوزار، فإن الإدانة ينبغي أن تلحق اختياره السياسي وليس انتماءه المذهبي.
قد يرى البعض أن التفرقة بين ما هو سياسي وما هو مذهبي صعبة في حالات كثيرة، لكني أزعم أنها ضرورية ولا بديل عنها، لأن المعارك مع السياسات محدودة الأجل، أما المعارك ضد المذاهب والانتماءات
العقيدية فهي عبثية وبلا نهاية، ناهيك عن أنها وصفة تقليدية ومضمونة المفعول للانتحار
"

No comments: